وسقطت في قوقعة الصمت ” قصة حقيقية ” ( 1 )
تأليف : نادية حلمى
هبت عاصفة هوجاء جرفت مجتاحه كل أمن وسلام.
في نظري عبثا غير مدروس خطط له بروح ونفس خائنة شيطانية غير مكتملة الأركان لم تحسب حسابا لمن سيتصدى لأفكارهم ويعترضوا أفعالهم…
في غفلة من الزمن أطاحوا بأغلال القضبان الحديدية وفروا فرار السارقون بحجة لا يقبلها منطق طفل … وفى جعبتهم ثعابين الجحور للدفاع عنهم عند كسر القوة المدافعة عن الوطن..
وقد حدث قتل وسحل واعتداء على مقدرات الوطن للترويع وهزهزة الكيان وتشتيت الأجزاء..
وقد حدث إرتباك واعتلاجات بين الناس وبعضهم من تصرفات وأفكار تضاربت… شل العقل وتغيب الفكر أمام حاضر بات واقع مفروض علينا… ما قد أصاب الكيان بفقدان التوازن …
وكاد يطرحني في غسق درب معاكس بكل المقاييس لدربي .. عجزت عن التفكير … تقوقعت أمام شلالات الدم التى فاضت متجاسرة دون حساب كمن بات الوطن ملكا لهم…
تصدع جسدي.. تبعثرت أجزائي إشلاءاً .. ترنحت كمخموره مغيبة بخمر الضياع .. الذي أخل بالقيم ..
تلاطمت أفكاري .. اعتلجت كمن لجج ثائرة في خِضّم غاضب … وعند توهان الحقيقة وخروجها عن المسار الصحيح .. فقدت التميز ..
فقدت صوت القلب الأصدق بين أعضاء الجسد … وما من ميزان يحكم طريقي .. فماذا كان علىّ أن افعل أمام الهجمة الشيطانية ..
أتصدى بالتحريض السلمي أم أخمد صوتي أمام قطيع العقول المشوهة داخل البيت وخارجه.. أريد استقرارا لا خراباً .. فقط صوت ينبع من ينابيع الصدق ..
على دربه نسير .. هاجس سماوى يطرق باب قلبي وعليه أتحرك.. افعل ما في مقدوري فعله ولو بالصوت التحريضى للسلام..
حزينة روحي .. زلزال أهال جدران البيت محترقا أفراد الأسرة الواحدة لتركع مصر.. يا منيه النفس لا تتركني كثيرا وسط إكتظاظ مشاكل مغرضة .. أرهقت النفس وقوقعتها منكمشة داخل ذاتها.. يا أملى الغائب تناهى من برهات للأذن همسك كهسيس الليل الحاضر … منحنى شيء من الأمل فتمسكت بالخيط قبل أن يتهاوى عائد أنت أم رقدت رقود الموت .. يأس مثلي …
عند الضيق روحي تغدو إبحاراً فى أعوام طفولتي … ملجيئ وملاذي .. أتلمس باليد والخد حوائط حجرتي … فأشتم فيها عطر أعوامي الأربعة فأدس في الوسادة وجهي لاسمع صدى صوتي فيترامى للأذن كنغم الوتر ..
غيابك كاد يقتلع كشجرة رجائى .. عود نبحث ونلهث معا خلف النوايا المستترة ونقرأ خفايا النفوس .. كثيرون قد سقطوا خداعا في فكر الإرهاب .. بنا نغوص فى الأجواف قد نحطم الفكر الشيطاني..
وتكمل نهال بخيبة أمل رحلتها مع النفس بين السلم والقهر باختناق أنفاس ونفس مهلهلة محاطة بأغلال الضياع…
وفجأة تفاجئها غفلة من النوم وتغفو .. لم تلبث طويلا برهات وتقفز مربدة الوجه مُكفَهِرة الأسارير… تلفتت فرأتني.. برهه ويغالبها النعاس… هربا من ذاتها ولكن المرة تختلف الملامح… ابتسامة خلابة إعتلت وجهها.. كمن شخص اخترق لحظات نومها أو من صوت مغازل تناهى إلى سمعها.. ابتلعت أنفاسها تنهدت كما يشتف الظمآن عطشه.. قلت لعل أو ريثما ما كان يكدرها تلاشى بهمسة أو بلمسه رقيقه منه بينما من التساؤلات الكثيرة سؤال يُساورها وبما يدور بها دوران الحائر داخل المحيط الأسود يحاورها.. واعتلاجات تلاطمها تعبث بأفكارها سلبا وإيجاباً بين الأمس والحاضر بين الحقيقة والوهم.
وللتخلص من الصراع النفسي المتأرجح بين صوت القلب وعبث الوجدان.. وتردف قائله .. واترك لخلايا الاستشعار دورها في إطارها دون مؤثرات خارجية أو اعتراض أو تشكيك في مصداقيتها بعد فقدان قدراتي على التمييز .. قررت بأن أستقبل بث موجات القلب دون الوجدان..
القلب أصدق صوت وأصدق مدافع وأجدر محارب لحماية النفس كثير ما حماني من السقوط في أنفاق مظلمة ..
أستحلفك يا تؤام روحي بان تعود لأستعيد قدراتي الفكرية والحسية…
سحقت الأحداث أوتارها فتلاشى عزفها ما قد أصابني بالشلل الفكري والحسي… يا أملى أقف الآن بين مطرقتي الدفاع والاستسلام وفى كلتا الحالتين الثمن باهظا … المدافعون عن الوطن والخارجون عنه هما أبنائه وتناولني فجأة إحساس بالوطن يحمل شعوراً بالضياع…
فقلت لا .. لو الوجدان سأُكَذِبهُ ولو القلب سأصدقه وإذ بهاجس من القلب يؤكد مخاوفي فأصيح لا … لا والله لن يستمر يا مصر حالك هكذا طويلا ولن نقف على حافة الهاوية … سنتصدى لصوت الخراب بالحكمة والصبر سنتصدى.. بالتحريض السلمي سنتصدى بالدفاع الجذري سنتصدى .. قبلما يتفشى الوباء وينخر في أوصال العظام ويتغلغل في الخلايا … فينهار الكيان متآكلا .. لا من أحد في يديه مغاليق الحياة أو الموت سوى الله ومن تُخَوِلْ له أو تُسول له نفسه غير ذلك مخطئا وفى شرود عميق لتحليل الحاضر أغوص فأرى من المماطلة والتقاعس ما يستفز الشعب اللاهث خلف الأمن والاستقرار مناديا بحل أو عمل جذري.
ما قد فعله الإرهاب كان لإرباك التواصل وتشتيت المجهودات المبذولة للاستقرار … فعلوا ذلك لإتمام المخطط المرسوم لهدم مصر ودون وعى أصيح لا لن يحدث وبقبضة من حديد سوف يقتلع القادر العابثون بمقدرات الوطن حتى لايتاجسر متجاسر آخر عليك يا مصر …
أيها الخونة .. لن يرغم خائن مصر على الطاعة لسقوط الشعب ..
أدرك أن في النفوس غيه رغبة انتقامية مغلغلة حتى العظام لإسقاط نجمة الكون السمراء الخمرية الوردية ولكن لا لن يحدث … أليس كذلك ياسلوي وتجيبنى نعم … هناك رجال من رحمها إنبثقُوا أحرارا .. اشداء لن يتركوها ..
نِهال تغوص فى شرود طويل .. أنظرها وأتَفَرس فى جمالها إنسانة متميزة لها طبيعة أخاذه عند الطل إليها يجذبك شىء ما على صداقتها – قلب عامر بالمحبة والتسامح … شخصية متميزة جميلة الطلعة وديعة الروح … عالية الخلق .. تحمل براءة الصغار فى قلبها ..
لهذا أخاف عليها من عالم بات غابة … تزاحمه الذئاب البشرية أخاف عليها .. لا ترطدم يوما بحجر صخري فينهار الجزء المتميز وتتناثر أجزاء كشظايا الزجاج فتنشق ألما وتعجز عن لملمات شتاتها ..
نهال ناعمة عذبة .. لم ولن يتواكب عالمها الطائر الرقيق مع عالم أفقده الفساد قيمه وقيمته … عالم تنازل عن هيبته وكرامته جشعا .. ترك مكانا للنهب بضمير مائت..
ونهال لا تتعامل إلا بضمير الوجدان الصادق …
نهال ترى الدنيا بعين وردية تعشق الطير والأخضر … وما يحدث بمثابة صدمة لها ما قوقعها داخل ذاتها .. أتأملها حين إنسدلت الأجفان بأهدابها أراها جميلة حتى في منامها .. اتركها لأمضى وقبل نهاية الشرفة واسعة الأطراف بخطوة يترامى للأذن صوتها..
مرددة يا أملى عود .. العود جف عطشا .. تساقطت الأحلام مثل أوراق الخريف المحترقة … فأنزويت .. تخللنى فى صحوى ومنامي .
وبالغزل داعب جوارحي.. ربما يتهاوى اليأس المتغلغل .. ويسقط الجاثم على صدري فأتحرر من قيودي .. أطلق العنان لروحك رباطنا .. رباط روح بالجسد .. لو انفصلت الروح مات الجسد.. وخلف الحائط انتظر لأتنصت عليها فضولا وهى مسترسلة تذكر يا تؤام روحي معا كنا نضحك ونبكى ونتنفس.
عند إراحة الرأس على الوسادة يجمعني بك الخيال وفجأة يتلاشى كحلم يطير كطيف ليل فأرتاع .. حبيبي .. ألاَ من حنين يحثك على الرجوع الىّ كلما أخذني الإحساس بك أبحث بداخلى فلم أجدك فينتابني هاجس شيطاني يحثني على الخروج من قوقعتي وان أتعدى بجرأه الحدود المتاحة لي وكسر القواعد المقيدة بأغلال القيم كلما أتاني هذا الإحساس أتجاسر على كسر التزاماتي والخروج بإرادة عن طبيعتي لألهو وأرقص حتى السقوط إرهاقاً وسط صخب الطبول في صالات الديسكو … قد يتحرر الذهن المنشغل بالغياب والمشحون بالأحداث خوفا وقبل أن تحكمني الفكرة وتبعث بي للعبث أخمدها في مهدها إحتراما لذاتي وتسترسل بصوت مسموع باعتبارها في الشرفة وحيدة وبين الشرفة والحجرات مساحة .
إذا لن يسمعها أحداً .. وتردف والفضول يثبت أقدامى للسمع والتجسس عليها..
واسمعها تخاطب أحداً ما داخلها قائلة وما قد حدث أسوأ أصابني اليأس الأسود وباتت الحياة في عيني بلون الليل الكئيب .
خارت مقاومتي بفقدان الإرادة وروح التحدي .. تراخت أنفاسي وسقط طموحي.. فقدت بالحياة شهيتي..
شاخت النفس وأصبح لا معنى لوجودي .. ما حدث وحادث لليوم زلزال هز الكيان وبعثر الأجزاء ورقدت رقود الموت .
وبحشرجة أنفاس تصيح وضوضاء الشارع تبدد شيئاً من الصوت بينما من خلف الحائط يتناهى إلى أذني صوتها مرددة بصوت مختنق ماذا افعل لأستعيد نهال السابقة … وهنا عند جملتها أتألم يؤلمني صوتها المحشرج بالدمع وأندم وألعن نفسي خجلاً .. كيف سمحت لي النفس للتصنت عليها وانتظر لأسمع ما في خفايا قلبها وما كان من فاه الجوف ينبثق مبللا بالدمع…
كيف حدث هذا منى .. أمام نفسي خائنة … بينما أنا الصديقة المختارة من ضمن كثيرات واحتقر نفسي حيث أكراها استرقت ما لم تبوح به لي وأتسحب دون أن تشعر بي من خلف الحائط بخطى الندم وفى الليل لما فعلت أصابني الأرق من ضمير لم يتصدى للفضول وسمح بالخيانة التي قد تحل رباط الصداقة بيننا لو أدركت أو استشعرت ذلك…
يمر الليل ونهار اليوم الثاني .. أخجل وأتوقف عن مهاتفتها وفى خلال ساعات النهار تهاتفنى وبصوتها الطفولى بدأت في سرد ما حدث الفجر قائلة … سلوى بعد مارحلتى بالأمس دخلت حجرتي لأنال قسطا من النوم قد يسترخى الذهن المنشغل بالأحداث ولكن لم أستطيع .. حاولت وفشلت فالشرفة الخامسة فجراً عدت قد نسمات الفجر النقية تأخذني وتنساب بي للنوم … وهذا ما قد حدث..
تابعونا : الجزء الثانى
اقرأ للكاتبة :