سيد أغا يكتب : إما أن نحسن الفهم والوعي أو نظل في هذا التخبط
نقف اليوم على مفترق طرق إما نحسن الفهم والوعي أو نظل في هذا التخبط إلى ماشاء الله .
من العجيب أن تنتفض الدولة والمجتمع معا لمواجهة خطر فيروس كورونا ومن قبله إنفلونزا الطيور والخنازير ، في حين أننا أمام خطر أعظم يتعدى حجمه أخطار هذه الفيروسات وغيرها إن تجمعت للقضاء علينا ألا وهو الانحدار الأخلاقي والعلمي والثقافي وضياع هوية الأمة المصرية العريقة .
فعندما يُستغل الإنسان في مجتمع ما لتحقيق أهداف تناقض أهدافه التي هي من صميم تكوينه واعتقاده وثقافته الخاصة عبر الاحتيال عليه والعمل على تضليله بمفاهيم التجديد والتغيير والتطوير والتحديث .
العيب هنا ليس في هذه المفاهيم إنما العيب في التطبيق الأعمى الذي يمتهن الحرية في مفهومها الإنساني القويم، فكما من حق الإنسان أن ينعم بالحرية فمن حق المجتمع أن يضع للحرية ضوابط وحدود وإلا تحولت إلى فوضى تطيح بكل شيء ، لماذا لم ننتفض ؟ أتخافون من الموت ؟؟ ألم تعلموا أنكم تموتون في اليوم مرات ومرات؟
ألم تعلموا أن العهر السياسي والثقافي في القنوات الفضائية فيه قتلنا؟ ألم تعلموا أن إهمال اللغة العربية في المدارس والجامعات فيه ضياع وتشريد ولن تنعموا أبدا بأي جديدٍ أو تجديد ؟؟
ألم تعلموا أن المرأة المصرية التي كانت رائدة وقائدة قد شغلوها بالأزياء وعمليات التجميل وصوروها بالمياعة والخلاعة لتتخلى عن دورها الحقيقي في بناء الإنسان أليس هذا موت؟؟ ألم تعلموا أن الإرهاب الذي نعاني منه هو نتاج طبيعي لكل هذا وغيره مئات المرات ؟؟
النتيجة الآن هي أجيال غالبيتها بلا علم بلا فهم بلا هوية بلا شخصية بلا أدب بلا قناعة بلا طموح، ليس في اهتماماتها أي شيء مفيد ولايعنيهم الوطن وهمومه ، وأشياء كثيرة وفي مجالات عديدة والله أخجل أن أذكرها وأنتم تعلمون ، من أين يأتي الفِكر الصحيح في ظل هذا الجهل الطاغي والتدمير الواعي .
يالا حظك السيء أيها ال كورونا، فقد انتفضوا للقضاء عليك، وإن لم ننتفض لأنفسنا .
فنحن حتما قادمون إليك .
أيها السيدات والسادة :
الموت بكورونا أكرم وأشرف من الموت على فراش الجهل .
كورونا : لاتحزن أيها الوباء ، فلا فرق في القتل بين فيروسات وشعراء .
اقرأ ايضا
محسن عقيلان يكتب :كورونا القاتل ضحية