ياسمين مجدي تكتب: وداعا مهرجان الموسيقى ولكن…
وبنفس الهدوء الذي استقبلنا فيه مهرجان الموسيقى العربية في دورته التاسعة والعشرين نودعه وكأنه كان حلم بالرغم من استمراره عشرة أيام كاملة نعم يا سادة عشر أيام كاملة ولكنه كان حلم قصير سريع مر كأنه رياح عاتية استمتعنا من خلال الليالي الجميلة بأعذب الكلمات والألحان من أفواه أعذب الأصوات في مصر والوطن العربي صحيح أنها كانت بلا روح مثلما كان يغنيها مطربها الأصليين ولكن استرجعنا فيها كنوز الزمن الجميل من أغاني جميلة تغنى بها نجوم العصر الذهبي و كانت من أبرز العلامات في مشوارهم الفني ما أعجبني في هذا المهرجان والذي يغفله معظم المهرجانات الأخرى هو تكريم بعض من رموز الفن في مصر من كبار الملحنين الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الفن المصري الأصيل ساء كان ماديا من خلال التكريم في حفل الافتتاح أو التكريم المعني من خلال ترسيخ ألحانهم في جدان الجيل الجديد حيث تغنى بها العديد من مطربي الشباب نجوم دار الاوبرا المصرية .
هذه يا سادة هي المرأة المصرية الدؤوبة التي تفعل كل ما في وسعها من أجل تقدم و رفعة البلاد ليس فقط كونها زوجة وربة منزل ولكن رأيناها تعمل في كل شيء وتجسم لنا أعظم مثال في شخص السيدتين الفنانتين معالي وزيرة الثقافة والسيدة جيهان مرسي مديرة المهرجان اللاتي وقفن في جه الرياح العاتية فمنذ أن اندلعت جائحة كورونا ومعالي الوزيرة لم تهدأ لحظة من أول قناة اليوتيوب حتى إقامة هذا المهرجان فكانت لا تهدأ حتى الليلة الأخيرة في ليالي المهرجان كانت تصول و تجول في جميع دور الاوبرا بجميع المحافظات تطمئن بنفسها على سير المهرجان على كل الأصعدة كما كانت تقيم مسابقات على هامش المهرجان وهذا ما تفاجأنا به في حفل ختام المهرجان مسابقات للغناء والعزف لجميع الأعمار حتى الأطفال ومسابقات خاصة لذوي القدرات الفائقة ولكن هنا ملاحظة للدورات القائمة هي.
لماذا لا نشاهد فعاليات تلك المسابقات من بيوتنا مثلما كنا نتابع الحفلات على القنوات الفضائية؟ ولماذا لا تكن هناك قناة خاصة بالمهرجان لنقل جميع الفعاليات لمن لم يستطع أن يذهب للمهرجان؟ …
بالطبع أهنئ معالي الدكتورة إيناس عبد الدايم على عمق تفكيرها وتذكرها لتلك الفئة من المجتمع وإيمانها القوي أن من حقهم أن يبدعوا و يبرزوا مواهبهم مثلهم مثل الأسوياء فهذا هو حقهم في الحياة، فكونهم غير أسوياء ولديهم بعض القدرات الخاصة لا يمنعهم أبدا أن يبرزوا مواهبهم وعلينا تقبلهم ، لكن الخطأ هنا أننا كان لابد أن نسمع تلك الأصوات على المسرح في ختام المهرجان بدلا من حفل الختام الذي جاء باهتا خاليا من عنصر الامتاع اللهم إلا حفل الفنان صابر الرباعي .
وهنا لا نغفل أن نوجه الشكر لكل الجنود المجهولين الذين كانوا يعملوا ليل نهار من خلف الستار فلا يراهم أحد، مثل الفرقة الموسيقية التي بذلت مجهود جبار من أجل خروج تلك الحفلات على أكمل وجه ، ولا ننسى ورشة دار الاوبرا التي أخذت على عاتقها العمل الشاق في بناء هذا المسرح في الهواء الطلق منعا لانتشار فيروس كورونا وحتى نضمن عدم جود إصابات جديدة ، فهنيئا لمن حضر تلك الحفلات لأنه أكيد كان يشعر أنه يجلس مع عمالقة الغناء في مصر العندليب الأسمر وكوكب الشرق وتشعر وكأنهم معنا يشاركونا الاستمتاع بأغانيهم عندما يتغنى بها المطربون الشباب وأيضا الشباب من حضور الحفل ، كأنهم يوكدون بأنفسهم أننا مازلنا نتذكرهم مازلنا نربي أبنائنا على سماع أغاني الطرب الشرقي الأصيل فنساهم في رقي أرواحهم وسمو أخلاقهم ونبعدهم عن هذا التلوث السمعي والانحدار الأخلاقي الذي نسمعه الآن، وخروج المهرجان بهذا الشكل والذي كان سببا رئيسيا في نجاح هذا المهرجان ووقوفه صامدا أمام جميع الرياح العاتية.
اقرأ للكاتبة