محمد النقلى يكتب : إصطباحه “سياااااا….احه”

ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك ” رمسيس الثاني ” بمعبد أبوسمبل .. ظاهره تتكرر مرتين .. 22/فبراير , 22/إكتوبر .. من كل عام .. أي إنها مواعيد ثابته ومعلومه للقائمين على أمر السياحه عندنا .. ومن المفترض .. بما إنها معلومه وثابته مثل “موسم الحج” في كل عام .. أن يتم الإستعداد لها على أحسن مايكون الإستعداد .. حيث يأتي إلينا السائحين من كل حدبٍ وصوب .. لمشاهدة هذا الحدث الفريد .. وبما إننا نعاني أشد المعاناه من تناقص في عدد السائحين .. وبالتالي إنخفاض في إيرادات هذا القطاع في السنوات الأخيره .. وخصوصاً بعد حادث الطائره الروسيه .. لذا كان يجب على المسؤولين عن ملف السياحه أن يكونوا أشد حرصاً على إستثمار هذا الحدث كما ينبغي .. ولكن .. يبدو أن هؤلاء المسؤولين لهم وجهة نظر أخرى .. لا نعلمها .. كيف ؟ لنرى ..

  من خلال مطالعتي للصحف اليوميه .. قرأت رساله من أحد المصريين ومعه إبنته.. كانا ضمن السائحين القادمين من عدة دول والذين جاؤوا لزيارة المعبد ومشاهدة ظاهرة التعامد .. فماذا قال ( بإختصار مني ) ..

تجمعوا في بهو الفندق حوالي الساعه 12 من منتصف الليل وكانت الغالبيه العظمى من الأجانب وإستقلوا جميعاً الأتوبيس المخصص .. أخبرهم السائق بأن المسافه لن تستغرق أكثر من 3ساعات .. وبمجرد خروجهم من المدينه .. وجدوا حشداً من الأتوبيسات والميني باصات في طابور طويل .. إنتظروا أكثر من نصف ساعه على أمل التحرك .. ولكن طال الإنتظار .. فإضطر الكثيرون الى النزول من الأتوبيسات لإستطلاع الأمر .. فعلموا أن هناك نقطة شرطه في المقدمه  , والهدف من هذا التعطيل هو تجميع أكبر عدد من الأتوبيسات حتى يسير الجميع في ركب واحد .. حيث أن الطريق غير مؤَمَّن .. وأن هذا أفضل من أن يسير كلٌ بمفرده .. !! ياحلااااوه .. نظريه جديده من إفتكاسات وزارة الداخليه في تأمين سائحين جاؤوا من بلادهم ليشهدوا ظاهره .. هي كما أسلفت  .. معلومه مسبقاً .. منذ عهد الملك رمسيس الثاني نفسه .. فكانت خلاصة تجارب المسؤولين عن عملية التأمين .. طوال آلاف السنين الماضيه هي تلك الإفتكاسه .. أن يتحرك هذا العدد من السائحين سوياً في ظلام صحراء .. تُقطع مسافتها في حوالي 3 ساعات .. ليصبح هذا العدد الغفير .. هدفاّ سهلاً لأى عمل إرهابي – لا قدر الله – إلم أقل إنها إفتكاااااسه !! .. هذا من ناحية التأمين .. ولنأتي لما هو أسوأ ..

بعد رحله إستمرت لأكثر من 5 ساعات .. وصلوا أبو سمبل .. وتم إنزالهم في مكان بعيد جداً عن المعبد .. فكان عليهم السير لمسافه طويله جداً ليصلوا إلى المعبد !! المهم .. وصلوا .. فوجدوا عدد 4 بوابات ألكترونيه للدخول .. 2 منهم لايعملان !! فكان لابد من حشر الجميع للدخول من خلال بوابتان فقط .. ولك أن تتخيل !! أضف إلى كل ذلك .. ان تلك المنطقه لايمكن فيها أن تحصل على زجاجة مياه أو أى شئ آخر .. لايوجد بها سوى حمام واحد فقط .. لايوجد على وجه الأرض أسوأ منه .. لا في الشكل .. ولا في رائحته التي لايمكن وصفها !! بعد رحلة العذاب والضنا تلك .. لايوجد سوى شباكان فقط للتذاكر .. في كل شباك يقف موظف لايجيد التعامل سوى باللغه العربيه فقط .. ويقول الرجل .. هنا لاحظتُ مدى حالة التوهان التي يعانيها السياح .. ألا يوجد طريقه أخرى يتم من خلالها بيع التذاكر بطريقه أسهل  .. سواء في الفندق أو المطار .. أو من خلال الأنترنت ؟!! إنتهت رواية الرجل ولم يبقى منها سوى ان أذكر أن عدد السائحين في تلك القصه .. كان يناهز ال50 الف سائح .. فماذا لو نجحت الحمله الدعائيه والتي يزعمون القيام بها .. ووصل العدد إلى مليون سائح ؟! الحمدلله إنها لم تنجح في جلب أكثر من العدد المذكور ..

إيه ده يا إخواننا ؟؟؟ أين وزارة السياحه ؟ أين هيئة تنشيط السياحه ؟ أين وزارة الأثار ؟ أين الدوله ؟ أين ملايين الجنيهات .. بل المليارات المخصصه لكل هؤلاء كي ينهضوا بالحركه السياحيه في مثل تلك الظروف التي نمر بها ؟!! عشرات من علامات الإستفهام .. والتي لن نجد لها إجابات عند الساده البهوات القائمين على الأمر .. ونرجع نشتكي !!

كلمه أخيره .. أعتقد أن ” رمسيس الثاني ” بعدما رأى ما رأى سيغادر مكانه .. لاعناً اليوم الذي ولد فيه .. واليوم الذي توج فيه ملكاً .. كارهاً الشمس التي تتعامد على وجهه .

” إستقيموا يرحمكم الله “

 بقلم : محمدعلي النقلي

Elnokaly61@gmail.com

اقرأ للكاتب :

إصطباحه ” الأخلاق .. “

شكرا للتعليق على الموضوع